العامل الثاني
ما سمعوه من الترهيب الشديد ومن التهديد والوعيد لمن يكذب على الله أو يفتري على رسوله ومصطفاه
قال الله سبحانه ومن أظلم ممن أفترى على الله كذبا أو قال أوحى إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله 6 الأنعام 93 فانظر كيف سلك الله من افترى الكذب عليه في سلك من قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ثم انظر كيف قدمه عليهما في الذكر وصدره في الوعيد ونعته أول من نعت بالإغراق في الظلم
وقال سبحانه ومن أظلم ممن أفترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلم 61 الصف 7 وقال سبحانه ويوم القيمة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين 39 الزمر 60
ونقرأ في السنة النبوية أنه قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
وهو حديث مشهور بل متواتر ورد أنه قد رواه اثنان وستون صحابيا منهم العشرة المبشرون بالجنة ولا يعرف حديث اجتمع عليه العشرة المبشرون بالجنة إلا هذا ولا حديث يروى عن أكثر من ستين صحابيا إلا هذا
ولقد سمع الصحابة هذه الترهيبات وأمثالها
وما أمثالها في القرآن والسنة بقليل بل لقد سمع الأصحاب نهي رسول الله عما دون الكذب وما كان أقل من التزيد إذ حذرهم رواية الضعفاء والمدخولين فقال سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم
رواه مسلم
بل حذرهم رواية المجهولين فقال إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أعرف اسمه يحدث كذا وكذا
رواه مسلم
فهل يستبيح عاقل منصف لنفسه أن يقول إن الصحابة الذين سمعوا هذه النصائح وتلك الزواجر عن التزيد والافتراء يقدمون على كذب في القرآن والسنة أو يقصرون في التثبت والتحري والاحتياط في نقل الذكر الحكيم والهدي النبوي الكريم