فانظر كيف حث بهذا الأسلوب البارع على تدبر القرآن والتذكر والاتعاظ به ونقرأ قوله عز اسمه إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينت والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم 2 البقرة 159 160
فتدبر كيف يكون وعيد من كتم القرآن وهدي القرآن
ثم نقرأ في السنة النبوية قوله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده
رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
ونقرأ في صحيح البخاري ومسلم قوله خيركم من تعلم القرآن وعلمه
ونقرأ لأبي داود والترمذي وابن ماجه قوله عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها
أليس ذلك وأمثال ذلك وهو كثير يحفز الهمم ويحرك العزائم إلى حفظ القرآن واستظهاره والمداومة على تلاوته مخافة الوقوع في وعيد نسيانه وهو وعيد كما سمعت شديد
أما السنة النبوية فقد جاء في شأنها عن الله تعالى وما أتكم الرسول فخذوه وما نهكم عنه فأنتهوا 59 الحشر 7 وقوله سبحانه من يطع الرسول فقد أطاع الله 4 النساء 80
وقوله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا 33 الأحزاب 21
وقوله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما 4 النساء 65
وجاء ترغيبا في السنة النبوية من الحديث الشريف قوله نضر الله أمرأ أسمع منا حديثا فأداه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع وهو حديث متواتر وقوله في خطبة حجة الوداع ألا فليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه رواه الشيخان
وجاء ترهيبا من الإعراض عن السنة قوله من رغب عن سنتي فليس مني رواه مسلم وقوله ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكىء على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه
وإن ما حرم رسول الله كما حرمه الله أخرجه أبو داود