ومعارض القاطع ساقط عن درجة الاعتبار فهذا خبر ساقط مردود على قائله
ثانيا أنه معارض لما لا يحصى من الأخبار الدالة على خلافه وقد تقدم كثير منها
بل لابن أبي داود مخرجه خبر يعارضه ذلك أنه أخرج أيضا عن أبي أنهم جمعوا القرآن فلما انتهوا إلى الآية التي في سورة براءة ثم أنصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون 9 التوبة 127 ظنوا أن هذه آخر ما نزل فقال أبي إن رسول الله أقرأني بعدها آيتين لقد جاءكم رسول 9 التوبة 128 إلى آخر السورة
ترتيب السور
معنى السورة
السورة في اللغة تطلق على ما ذكره صاحب القاموس بقوله والسورة المنزلة ومن القرآن معروفة لأنها منزلة بعد منزلة مقطوطة عن الأخرى والشرف وما طال من البناء وحسن والعلامة وعرق من عروق الحائط ا ه
ويمكن تعريفها اصطلاحا بأنها طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع
قالوا وهي مأخوذة من سور المدينة
وذلك إما لما فيها من وضع كلمة بجانب كلمة وآية بجانب آية كالسور توضع كل لبنة فيه بجانب لبنة ويقام كل صف منه على صف
وإما لما في السورة من معنى العلو والرفعة المعنوية الشبيهة بعلو السور ورفعته الحسية وإما لأنها حصن وحماية لمحمد وما جاء به من كتاب الله القرآن ودين الحق الإسلام باعتبار أنها معجزة تخرس كل مكابر ويحق الله بها الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون
أشبه بسور المدينة يحصنها ويحميها غارة الأعداء وسطوة الأشقياء
وسور القرآن مختلفة طولا وقصرا
فأقصر سورة فيه سورة الكوثر وهي ثلاث آيات قصار
وأطول سورة فيه سورة البقرة وهي خمس وثمانون أو ست وثمانون ومائتا آية
وأكثر آياتها من الآيات الطوال
بل فيها آية الدين التي هي أطول آية في القرآن كما سبق
وبين سورة البقرة وسورة الكوثر سور كثيرة تختلف طولا وتوسطا وقصرا ومرجع الطول والقصر والتوسط وتحديد المطلع والمقطع إلى الله وحده لحكم سامية علمها من علمها وجهلها من جهلها
حكمة تسوير السور
لتجزئة القرآن إلى سور فوائد وحكم
منها التيسير على الناس وتشويقهم إلى مدارسة القرآن وتحفظه لأنه لو كان سبيكة