وبنت الصديق أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها
وفي هذه الآيات دروس اجتماعية قرئت ولا تزال تقرأ على الناس إلى يوم الساعة ولا تزال تسجل براءة هذه الحصان الطاهرة من فوق سبع سموات
وتارة يلفت القرآن أنظار المسلمين إلى تصحيح أغلاطهم التي وقعوا فيها ويرشدهم إلى شاكلة الصواب
كقوله سبحانه في سورة آل عمران وإذ غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقعد للقتال 3 آل عمران 121 إلى آيات كثيرة بعدها
وكلها نزلت في غزوة أحد تدل المسلمين على خطئهم في هذا الموقف الرهيب وتحذرهم أن يقعوا حينا آخر في مثل ذاك المأزق العصيب
وعلى هذا النمط نزلت سور في القرآن وآيات تفوت العدد وتجاوز الإحصاء
وإذا تجولت في رياض الحديث النبوي الشريف يطالعك منه العجب العاجب في هذا الباب
انظر قصة المخزومية التي سرقت وقول الرسول لمن شفع فيها وايم الله لو أن بنت محمد سرقت لقطعت يدها رواه أصحاب الكتب الستة
ثم تأمل حادث تلك المرأة الجهنية التي أقرت بزناها بين يدي رسول الله وهي حبلى من الزنا كيف أمر الرسول فكفلها وليها حتى وضعت حملها ثم أتى بها فرجمت ثم صلى رسول الرحمة عليها
ولما سئل صلوات الله وسلامه عليه كيف تصلي عليها وهي زانية قال إنها تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم
وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز و جل رواه مسلم
وتدبر الحديث المعروف بحديث جبريل وفيه يسأل جبريل رسول الله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها على مرأى ومسمع من الصحابة
وقد قال لهم أخيرا هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم
أخرجه الخمسة غير البخاري
والناظر في السنة يجدها في كثرتها الغامرة تدور على مثل تلك الوقائع والحوادث والأسئلة
وقد قرر علماء النفس أن ارتباط المعلومات بأمور مقارنة لها في الفكر تجعلها أبقى على الزمن وأثبت في النفس فلا بدع أن يكون ما ذكرنا داعية من دواعي حفظ الصحابة لكتاب الله وسنة رسوله على حين أنهم هم المشاهدون لتلك الوقائع والحوادث المشافهون بخطاب الحق المواجهون بكلام سيد الخلق في هذه المناسبات الملائمة والأسباب القائمة التي تجعل نفوسهم مستشرفة لقضاء الله فيها متعطشة إلى حديث رسوله عنها فينزل الكلام على القلوب وهي متشوفة كما ينزل الغيث على الأرض وهي متعطشة تنهله بلهف وتأخذه بشغف وتمسكه وتحرص عليه بيقظة وتعتز به وتعتد عن حقيقة وتنتفع به وتنفع بل تهتز به وتربو وتنبت من كل زوج بهيج