ثانيا أنه لو صح هذا لبطلت نبوته ولصح أن تكون النبوة لهم باعتبار أنهم مصدرها وأنهم أساتذته فيها
وهذا النقض يقال في رد شبهاتهم الماضية الساقطة التي تدل على فساد فطرتهم وعلى مقدار تبجحهم وتجنبهم على الحقيقة والتاريخ والاستخفاف بعقول الناس
ثالثا أن كذبهم في هذه الشبهة صريح مكشوف لأن القسم المكي حافل بأقوى الأدلة وأعظم الحجج على عقيدة الإسلام في الإلهيات والنبوات والسمعيات
استمع إليه في سورة المؤمنون المكية وهو يرفع قواعد التوحيد ويزلزل بنيان الشرك إذ يقول ما أتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون 23 المؤمنون 91
وإذ يقول في سورة الأنبياء المكية لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون أم أتخذوا من دونه لهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون 21 الأنبياء 22 - 24
وأنصت إليه في سورة العنكبوت المكية وهو يدلل على نبوة محمد إذ يقول وما كنت تتلوا من قبله من كتب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون بل هو أيت بينت في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بأيتنا إلا الظلمون وقالوا لولا أنزل عليه أيت من ربه قل إنما الأيت عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون 29 العنكبوت 48 - 51
وتدبر حجته التي أقامها لتقرير اقتداره على البعث بعد الموت في قوله سبحانه من سورة ق المكية ونزلنا من السماء ماء مبركا فأنبتنا به جنت وحب الحصيد والنخل باسقت لها طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج 50 ق 9 - 11
وقوله فيها أيضا أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق 50 ق 15
وانظر إليه يقيم الدليل العقلي على البعث والجزاء في سورة المؤمنون المكية إذ يقول أفحسبتم أنما خلقنكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 23 المؤمنون 115
وفي سورة السجدة إذ يقول أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستون أما الذين أمنوا 32 السجدة 18 19 الخ
وفي سورة الجاثية المكية إذ يقول أم حسب الذين أجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين أمنوا وعملوا الصلحت سواء محيهم ومماتهم ساء ما يحكمون وخلق الله السموت والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون 45 الجاثية 21 22