فقال حيي هذا أكثر من الأول هذا مائة وإحدى وستون سنة فهل غير هذا قال نعم ألر
فقال حيي هذا أكثر من الأولى والثانية فنحن نشهد إن كنت صادقا ما ملكت أمتك إلا مائتين وإحدى وثلاثين سنة
فهل غير هذا فقال نعم ألمر
قال حيي فنحن نشهد أنا من الذين لا يؤمنون ولا ندري بأي أقوالك نأخذ
فقال أبو ياسر أما أنا فأشهد على أن أنبياءنا قد أخبرونا عن ملك هذه الأمة ولم يبينوا أنها كم تكون فإن كان محمد صادقا فيما يقول إني لأراه سيجتمع له هذا كله
فقام اليهود وقالوا اشتبه علينا أمرك كله فلا ندري أبالقليل نأخذ أم بالكثير
فبهذا تعرف أيها الذكي أن الجمل كانت للتعارف عند اليهود وهو نوع من الرموز الحرفية فكانت هذه الحروف لا بد من نزولها في القرآن ليأخذ الناس في فهمها كل مذهب ويتصرف الفكر فيها
ولأقتصر لك مما قرأته على ثلاث طرائق فيما ترمز إليه هذه الحروف
الطريقة الأولى أن تكون هذه الحروف مقتطعات من أسماء الله كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال الألف آلاء الله واللام لطفه والميم ملكه
وعنه أن آلر وحم ون مجموعها الرحمن
وعنه أن آلم معناه أنا الله أعلم ونحو ذلك في سائر الفواتح
وعنه أن الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد أي القرآن منزل من الله بلسان جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام
أقول إنما أراد ابن عباس بذلك أن تكون الحروف مذكرة بالله عز و جل في أكثر الأحوال وذكر الله أجل شيء
ويرجع الأمر إلى أنها أسماء مرموز لها بالحروف كما تقدم عن الأمم السالفة من النصارى في اسكندرية ورومة
ولكن لا بد أن يكون هناك ما هو أعلى وأجل
الطريقة الثانية أن هذه الحروف من أعجب المعجزات والدلالات على صدق النبي
وهذا مما ترضاه النفوس
ألا ترى أن حروف الهجاء لا ينطق بها إلا من تعلم القراءة
وهذا النبي الأمي قد نطق بها
والذي في أول السور أربعة عشر حرفا منها وهي كلها ثمانية وعشرون حرفا إن لم تعد الألف حرفا برأسه فالأربعة عشر نصفها
وقد جاءت في تسع وعشرين سورة وهي عدد الحروف الهجائية إذا عدت فيها الألف
وقد جاءت من الحروف المهموسة العشرة وهي فحثه شخص سكت بنصفها وهي الحاء والهاء والصاد والسين والكاف
ومعلوم أن الحروف إما مهموسة أي يضعف الاعتماد عليها وهي ما تقدم وإما