كذلك ترى أن النصارى في إسكندرية ومصر وبلاد الروم وفي سوريا قد اتخذوا الحروف رموزا دينية معروفة فيما بينهم أيام نزول القرآن
وكانت اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية في مصر
وكانوا يرمزون بلفظ إكسيس لهذه الجملة يسوع المسيح ابن الله المخلص فالألف من إكسيس هي الحرف الأول من لفظ إيسوس يسوع
والكاف منها هي الحرف الأول من كرستوس المسيح
والسين منها هي حرف الثاء التي تبدل منها في النطق في لفظ ثبو الله
والياء منها تدل على ايوث ابن
والسين الثانية منها تشير إلى ثوتير المخلص
ومجموع هذه الكلمات يسوع المسيح ابن الله المخلص
ولفظ إكسيس اتفق أنه يدل على معنى سمكة فأصبحت السمكة عند هؤلاء رمزا لإلههم
فانظر كيف انتقلوا من الأسماء إلى الرمز بالحرف ومن الرمز بالحرف إلى الرمز بحيوان دلت عليه الحروف
قال الحبر الإنجليزي صموئيل موننج إنه كان يوجد كثيرا في قبور رومة صور أسماك صغيرة مصنوعة من الخشب والعظم
وكان كل مسيحي يحمل سمكة إشارة للتعارف فيما بينهم ا ه
فإذا كان ذلك من طبائع الأمم التي أحاطت بالبلاد العربية وتغلغلت فيها ونزل القرآن لجميع الناس من عرب وعجم كان لا بد أن يكون على منهج يلذه الأمم ويكون فيه ما يألفون
وستجد أنه لا نسبة بين الرموز التي في أوائل السور وبين الجمل عند اليهود ورموز النصارى إلا كالنسبة بين علم الرجل العاقل والصبي أو بين علم العلماء وعلم العامة
وبهذا تبين لك أن اليهود والنصارى كان لهم رموز وكانت رموز اليهود هي حروف الجمل
قال ابن عباس رضي الله عنهما مر أبو ياسر بن أخطب برسول الله وهو يتلو سورة البقرة آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه 2 البقرة 1 - 2 ثم أتى أخوه حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف فسألوه عن آلم وقالوا ننشدك الله الذي لا إله إلا هو أحق أنها أتتك من السماء فقال النبي نعم
كذلك نزلت
فقال حيي إن كنت صادقا إني لأعلم أجل هذه الأمة من السنين
ثم قالوا كيف ندخل في دين رجل دلت هذه الحروف بحساب الجمل على أن منتهى أجل أمته إحدى وسبعون سنة فضحك النبي