وقد جرى هذا البيت مجرى الأمثال عند أهل العلم
6 - أنواع السور المكية والمدنية
قد تكون السورة كلها مكية وقد تكون كلها مدنية وقد تكون السورة مكية ما عدا آيات منها وقد تكون مدنية ما عدا آيات منها فتلك أربعة أنواع
مثال النوع الأول سورة المدثر فإنها كلها مكية
ومثال الثاني سورة آل عمران فإنها كلها مدنية ومثال الثالث سورة الأعراف فإنها مكية
ما عدا آية وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر 7 الأعراف 163 قاله قتادة
واستثنى غيره هذه الآية المذكورة وما بعدها من الآيات إلى قوله سبحانه وإذ أخذ ربك من بني ءادم 7 الأعراف 172 وقال إن تلك الآيات مدنية
ومثال النوع الرابع سورة الحج فإنها مدنية ما عدا أربع آيات منها تبتدىء بقوله سبحانه وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى 22 الحج 52 إلى قوله عذاب يوم عقيم 22 الحج 55
واعلم أن وصف السورة بأنها مكية أو مدنية يكون تبعا لما يغلب فيها أو تبعا لفاتحتها فقد ورد أنه إذا نزلت فاتحة سورة بمكة مثلا كتبت مكية ثم يزيد الله فيها ما يشاء
ولعل الأنسب بالاصطلاح المشهور في معنى المكي والمدني أن يقال إذا نزلت فاتحة سورة قبل الهجرة كتبت مكية وإذا نزلت فاتحة سورة بعد الهجرة كتبت مدنية ثم يذكر المستثنى من تلك السور إن كان هناك استثناء فيقال سورة كذا مكية إلا آية كذا فإنها مدنية أو سورة كذا مدنية إلا آية كذا فإنها مكية أو نحو ذلك كما تراه في كثير من المصاحف عنوانا للسورة
وقد بذل العلماء همة جبارة في استقصاء حال ما نزل من السور والآيات حتى لقد قال أبو القاسم النيسابوري في كتاب التنبيه على فضل علوم القرآن ما نصه من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة والمدينة وما نزل بمكة وحكمه مدني وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وما نزل بمكة في أهل المدينة وما نزل بالمدينة في أهل مكة وما يشبه نزول المكي في المدني وما يشبه نزول المدني في المكي وما نزل بالجحفة وما نزل ببيت المقدس وما نزل بالطائف وما نزل بالحديبية وما نزل ليلا وما نزل نهارا وما نزل مشيعا وما نزل مفردا والآيات المدنيات في السور المكية والآيات المكيات في السور المدنية وما حمل من مكة إلى المدينة وما حمل من المدينة إلى مكة وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة وما نزل مجملا وما نزل مفسرا وما