أجادل كل معترض ظنين ... فأجعل دينه غرضا لديني
وأترك ما علمت لرأي غيري ... وليس الرأي كالعلم اليقين
وما أنا والخصومة وهي شيء ... يصرف في الشمال وفي اليمين
فأما ما علمت فقد كفاني ... وأما ما جهلت فجنبوني
وقد بين ذلك بعض العلماء فقال لصاحبه: لا يمنعك حذر المراء من حسن المناظرة فإن المماري هو الذي لا يريد أن يتعلم منه أحد ولا يرجو أن يتعلم من أحد.
وأعلم أن لكل مطلوب باعثا والباعث على المطلوب شيئان رغبة أو رهبة فليكن طالب العلم راغبا راهبا. أما الرغبة ففي ثواب اللّه تعالى لطالبي مرضاته وحافظي مفترضاته. وأما الرهبة فمن عقاب اللّه تعالى لتاركي أوامره ومهملي زواجره فإذا اجتمعت الرغبة والرهبة أدتا إلى كنه العلم وحقيقة الزهد لأن الرغبة أقوى الباعثين على العلم والرهبة أقوى السببين في الزهد.