وفي الجهل قبل الموت موت لأهله ... فأجسامهم قبل القبور قبور
وإن امرأ لم يحيي بالعلم ميت ... فليس له حتى النشور نشور
ووقف بعض المتعلمين بباب عالم ثم نادى تصدقوا علينا بما لا يتعب ضرسا ولا يسقم نفسا فأخرج له طعام ونفقة فقال: فاقتي إلى كلامكم أشد من حاجتي إلى طعامكم إني طالب هدى لا سائل ندى فأذن له العالم وأفاده عن كل ما سأل عنه فخرج جذلا»
فرحا وهو يقول علم أوضح لبسا خير من مال أغنى نفسا* وأعلم أن كل العلوم شريفة ولكل علم منها فضيلة والإحاطة بجميعها محال. قيل لبعض الحكماء: من يعرف كل العلوم فقال:
كل الناس. وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: من ظن أن للعلم غاية فقد بخسه حقه ووضعه في غير منزلته التي وصفه اللّه بها حيث يقول: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
وقال بعض العلماء: لو كنا نطلب العلم لنبلغ غايته لكنا قد بدأنا العلم بالنقيصة ولكنا نطلبه لننقص في كل يوم من الجهل ونزداد في كل يوم من العلم. وقال بعض العلماء: المتعمق في العلم كالسابح في البحر ليس يرى أرضا ولا يعرف طولا ولا عرضا وقيل. وقيل لحماد الراوية:
أ ما تشبع من هذه العلوم فقال: استفرغنا فيها المجهود فلم نبلغ منها المحدود فنحن كما قال الشاعر: