تميل إليه نفوسهم من الأموال المقتناة والطرف المشتهاة أولى أن يكون إقبالهم عليها وأحرى أن يكون اشتغالهم بها. وقد قال ابن المعتز في منثور الحكم: العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلا والجاهل لا يعرف العالم لأنه لم يكن عالما وهذا صحيح ولأجله انصرفوا عن العلم وأهله إنصراف الزاهدين وانحرفوا عنه وعنهم انحراف المعاندين لأن من جهل شيئا عاداه. وأنشدني ابن لنكك لأبي بكر بن دريد:
جهلت فعاديت العلوم وأهلها ... كذاك يعادي العلم من هو جاهله
ومن كان يهوى أن يرى متصدرا ... ويكره لا أدري أصيبت مقاتله
وقيل لبرز جمهر: العلم أفضل أم المال فقال بل العلم قيل: فما بالنا نرى العلماء على أبواب الأغنياء ولا نكاد نرى الأغنياء على أبواب العلماء فقال ذلك لمعرفة العلماء بمنفعة المال وجهل الأغنياء بفضل العلم. وقيل لبعض