وأما ما كان مبتدأ في النفوس فكالعلم بأن الشيء لا يخلو من وجود أو عدم وأن الموجود لا يخلو من حدوث أو قدم وأن من المحال اجتماع الضدين وأن الواحد أقل من الاثنين وهذا النوع من العلم لا يجوز أن ينتفي عن العاقل مع سلامة حاله وكمال عقله فإذا صار عالما بالمدركات الضرورية من هذين النوعين فهو كامل العقل. وسمي بذلك تشبيها بعقل الناقة لأن العقل يمنع الإنسان من الإقدام على شهواته إذا قبحت كما يمنع العقال الناقة من الشرود إذا نفرت ولذلك قال عامر بن عبد القيس: إذا عقلك عقلك عما لا ينبغي فأنت عاقل وقد جاءت السنة بما يؤيد هذا القول في العقل وهو ما
9 أدب الدنيا والدين الصفحة
فبراير 17, 2021
الرئيسية >وأما ما كان مبتدأ في النفوس فكالعلم بأن الشيء لا يخلو من وجود أو عدم وأن الموجود لا يخلو من حدوث أو قدم وأن من المحال اجتماع الضدين وأن الواحد أقل من الاثنين وهذا النوع من العلم لا يجوز أن ينتفي عن العاقل مع سلامة حاله وكمال عقله فإذا صار عالما بالمدركات الضرورية من هذين النوعين فهو كامل العقل. وسمي بذلك تشبيها بعقل الناقة لأن العقل يمنع الإنسان من الإقدام على شهواته إذا قبحت كما يمنع العقال الناقة من الشرود إذا نفرت ولذلك قال عامر بن عبد القيس: إذا عقلك عقلك عما لا ينبغي فأنت عاقل وقد جاءت السنة بما يؤيد هذا القول في العقل وهو ما