بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي رحمه اللّه تعالى:
الحمد للّه ذي الطول والآلاء وصلى اللّه على سيدنا محمد خاتم الرسل والأنبياء وعلى آله وأصحابه الأتقياء (أما بعد) فإن شرف المطلوب بشرف نتائجه وعظم خطره بكثرة منافعه وبحسب منافعه تجب العناية به وعلى قدر العناية به يكون اجتناء ثمرته. وأعظم الأمور خطرا وقدرا وأعمها نفعا ورفدا ما استقام به الدين والدنيا وانتظم به صلاح الآخرة والأولى لأنه باستقامة الدين تصح العبادة وبصلاح الدنيا تتم السعادة. وقد توخيت بهذا الكتاب الاشارة إلى آدابهما وتفصيل ما أجمل من أحوالهما على أعدل الأمرين من إيجاز وبسط أجمع فيه بين تحقيق الفقهاء وترقيق الأدباء فلا ينبو عن