على أن العلم والعقل سعادة وإقبال وإن قل معهما المال وضاقت معهما الحال والجهل والحمق حرمان وإدبار وإن كثر معهما المال واتسعت معهما الحال لأن السعادة ليست بكثرة المال فكم من مكثر شقي ومقل سعيد وكيف يكون الجاهل الغني سعيدا والجهل يضعه أم كيف يكون العالم الفقير شقيا والعلم يرفعه. وقد قيل في منثور الحكم: كم من ذليل أعزه علمه ومن عزيز أذله جهله. وقال عبد اللّه بن المعتز: نعمة الجاهل كروضة مزبلة. وقال بعض الحكماء: كلما حسنت نعمة الجاهل إزداد قبحا. وقال بعض العلماء لبنيه: يا بني تعلموا العلم وأن لم تنالوا به من الدنيا حظا فلأن يذم الزمان لكم أحب إلى من أن يذم الزمان بكم. وقال بعض الأدباء: من لم يفد بالعلم مالا كسب به جمالا وأنشد بعض أهل الأدب لابن طباطبا: حسود مريض القلب يخفي أنينه ... ويضحى كئيب البال عندي حزينه يلوم على أن رحت للعلم طالبا ... إجمع من عند الرواة فنونه