وقد رواه خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم مسندا وليس لمن هذه حاله في العذل نفع ولا في الاستصلاح مطمع وقد قيل لبزرجمهر: ما لكم لا تعاتبون الجهال فقال: إنا لا نكلف العمى أن يبصروا ولا الصم أن يسمعوا وهذه الطائفة التي تنفر من العلم هذا النفور وتعاند أهله هذا العناد ترى العقل بهذه المثابة وتنفر من العقلاء هذا وتعتقد أن العاقل محارف وأن الأحمق محظوظ وناهيك بضلال من هذا اعتقاده في العقل والعلم هل يكون لخير أهلا أو لفضيلة موضعا.
وقد قال بعض البلغاء: أخبث الناس المساوي بين المحاسن والمساوىء وعلة هذا أنهم ربما رأوا عاقلا غير محظوظ وعالما غير مرزوق فظنوا أن العلم والعقل هما السبب في قلة حظه ورزقه وقد انصرفت عيونهم عن حرمان أكثر النوكى وإدبار أكثر الجهال لأن في العقلاء والعلماء قلة وعليهم من فضلهم ولذلك قيل: العلماء غرباء لكثرة الجهال فإذا ظهرت سمة