تفنن وخذ من كل علم فإنما ... يفوق امرؤ في كل فن له علم
فأنت عدو للذي أنت جاهل ... به ولعلم أنت تتقنه سلم
وإذا صان ذو العلم نفسه حق صيانتها ولازم فعل ما يلزمها أمن تعيير الموالي وتنقيص المعادي وجمع إلى فضيلة العلم جميل الصيانة وعزة النزاهة فصار بالمنزلة التي يستحقها بفضائله. وروى أبو الدرداء أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: العلماء ورثة الأنبياء لأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم. وروى أبو هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال للأنبياء: على العلماء فضل درجتين وللعلماء على الشهداء فضل درجة. وقال بعض البلغاء: إن من الشريعة أن تجل أهل الشريعة ومن الصنيعة أن ترب حسن الصنيعة فينبغي إن استدل بفطنته على استحسان الفضائل واستقباح الرذائل أن ينفي عن نفسه رذائل الجهل بفضائل العلم وغفلة الأهمال باستيقاظ المعاناة ويرغب في العلم رغبة متحقق لفضائله واثق بمنافعه ولا يلهيه عن طلبه كثرة مال وجدة ولا نفوذ أمر وعلو منزلة فإن من نفذ أمره فهو إلى العلم أحوج ومن علت منزلته فهو بالعلم أحق. وروى أنس بن مالك عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: إن الحكمة تزيد الشريف شرفا وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك.