العقل حيث كان ألوف مألوف وقد قيل في تأويل قوله تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ
أي بحسب عقله. وقال القاسم بن محمد: كانت العرب تقول من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه كان حتفه في أغلب خصال الخير عليه. وقيل في منثور الحكم: كل شيء اذا كثر رخص إلا العقل فإنه اذا كثر غلا. وقال بعض البلغاء: ان العاقل من عقله في إرشاد ومن رأيه في إمداد فقوله سديد وفعله حميد والجاهل من جهله في إغواء ومن هواه في إغراء فقوله سقيم وفعله ذميم. وأنشدني ابن كنلك لأبيه:
من لم يكن أكثره عقله ... أهلكه أكثر ما فيه
أما الدهاء والمكر فهو مذموم لأن صاحبه صرف فضل عقله إلى الشر ولو صرفه إلى الخير لكان محمودا. وقد ذكر المغيرة بن شعبة»
عمر بن الخطاب فقال: كان واللّه أفضل من أن يخدع وأعقل من أن يخدع وقال عمر:
لست بالخب ولا يخدعني الخب. واختلف الناس فيمن صرف فضل عقله