وقال عكرمة في قوله تعالى: وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ
يعني بالشهوات وَتَرَبَّصْتُمْ
يعني بالتوبة وَارْتَبْتُمْ
يعني في أمر اللّه وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ
يعني بالتسويف حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ
يعني الموت وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
يعني الشيطان. وروى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال: طاعة الشهوة داء وعصيانها دواء وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: اقدعوا هذه النفوس عن شهواتها فإنها طلاعة تنزع إلى شر غاية إن هذا الحق ثقيل مري وأن الباطل خفيف وبيّ وترك الخطيئة خير من معالجة التوبة ورب نظرة زرعت شهوة وشهوة ساعة أورثت حزنا طويلا. وقال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه:
أخاف عليكم اثنين اتباع الهوى وطول الأمل فان أتباع الهوى يصدّ عن الحق وطول الأمل ينسى الآخرة. وقال الشعبيّ: إنما سمي الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه. وقال أعرابي: الهوى هو ان ولكن غلط باسمه فأخذه الشاعر وقال:
ان الهوان هو الهوى قلب اسمه ... فاذا هويت فقد لقيت هوانا