الكلمات تفوق الصور في مهارة التصوير والتجسيد للمعاني الذهنية بمرات عديدة فالإنسان الذي ربيت ملكة التصوير اللغوية لديه يفوق تصويره لما يسمع أي صورة مهما كانت بل إن خياله يتعداها بمراحل بدليل أنه حين يشاهد الصورة يرى أنها أقل مما تخيل.(1)
إذا نحن أمام قضية تربوية كبرى والتي يمكن تسميتها بـ: (التربية بالنصوص).
ماذا نقصد بالنصوص؟
المقصود بها نصوص القرآن والسنة وما يتصل بها
النصوص مكونة من كلمات وألفاظ ، وهي الحروف المرئية أو المسموعة، وكل كلمة لها معنى أو أكثر، والمعنى هو كل ما يدل عليه اللفظ من أمور معهودة في الذهن .
ولنضرب مثالا على تفاوت الناس حين سماعهم لكلمة معينة بسبب تاريخهم الذهني لها وسجلها العلمي لديهم :
مثل كلمة (مكة) يسمعها مجموعة من الأشخاص :
الأول : يعيش في أقصى الشرق أو الغرب ولأول مرة يسمع الكلمة ولا يعرف شيئا عنها.
الثاني : مسلم يعيش في أحد البلاد الإسلامية وسمع أو قرأ عنها .
الثالث : يسكن في مكة منذ سنوات ويقرأ ما كتب عن تاريخها .
الرابع : شخص مسؤول عن تطوير مكة من كافة جوانبها وقرأ كل ما كتب عنها في الماضي والحاضر وهي مدار عمله اليومي ومحور اهتمامه صباح مساء.
__________
(1) أما قولهم الأمر ما ترى لا ما تسمع ، فالسبب هو عجز المتكلم عن الوصف بسبب ضعفه اللغوي.