7 الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان الصفحة - المحسنين -->
المحسنين المحسنين
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

7 الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان الصفحة




إن الكلام أو اللغة الحية تتحكم في مشاعر الإنسان وتديرها إلى أي جهة تراد، ألم تر أن إنسانا يستمع لمتكلم فيبكي وآخر يستمع لمتكلم فيضحك وثالث يتحمس وينشط وكله كلام لكنه كلام يختزن في حروفه آلاف الصور والمشاعر التي يتم نقلها عبر الأذن استماعا أو العين قراءة ، وهذا التأثير هو الذي يمارسه الخطباء ، وتمارسه أجهزة الإعلام.
إننا نرى في الواقع الأثر القوي الذي يحدثه المعلم أو الخطيب أو المحامي أو المستشار ، فما الذي يفعله هؤلاء؟ وكيف يحدثون هذا الأثر؟ إنها الثروة اللغوية الحية التي تعبر عما في النفس وتصف الواقع بكل دقة وتجسده تجسيدا عميقا وتقف على أبعاد وخفايا الموضوع المطروح، تجد خطيبا يقف فيهز الجماهير ويلهب المشاعر والأحاسيس ويغير آراءها ومعتقداتها ،بينما يقف خطيب آخر فلا يستطيع الوصول إلى ما وصل إليه الأول ، ما الفرق ولماذا ؟ (1) الفرق في الروح التي تسري من المتكلم إلى المستمع فتبعث في كلماته الحياة ومن أجل ذلك كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن تحدث الأثر العظيم حتى في نفوس الكفار مما يجبرهم على الاعتراف بهذا الأثر ، ولهذا السبب فإن الناس يختلف تأثيرهم بالقرآن قراءة وتربية ووعظا ورقية ، فمنهم قوي التأثير ومنهم دون ذلك، ومرجع ذلك كله إلى مقدار حياة مفردات القرآن في نفس القارئ .
__________
(1) يتردد في أوساط الدورات نظرية نقلها البعض من الغرب مفادها : أنه في كل اتصال فإن نسبة أثر الكلمات: سبعة بالمائة ، ونبرة الصوت: ثمان وثلاثين بالمائة ، ولغة الجسد: خمس وخمسين بالمائة وهذا غير صحيح بل مدار الأمر على حياة الكلمات في نفس المتحدث، وحياة الكلمات هي التي تصنع نبرة الصوت وهي التي تصنع لغة الجسد ، أما من يتكلف نبرة الصوت ولغة الجسد دون حياة الكلمات فلن يجد من الجمهور إنصاتا وقبولا مهما فعل

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author المحسنين  إن الله يحب المحسنين الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لا إله سواه، حمدًا يُوافي نِعَم الله علينا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ...

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

المحسنين

2020