وعند التأمل والنظر نجد أن الذي يؤثر في صناعة الإنسان ويؤثر على تفكيره ، ويغير آراءه ويبدل معتقداته وبالتالي سلوكه وأخلاقه وتصرفاته فيرسم بذلك شخصيته و منهجه في الحياة ثلاثة أمور :
الأول : الكلام أو اللغة ( ويدخل في هذا جميع الوسائل الناقلة والموصلة للكلام صوتا أو صورة )
الثاني : النظر والتفكر في الكون والحياة ويدخل فيه النظر إلى : القدوات والنماذج والأمثلة الماضية أو الحاضرة والتأثر بهم .
الثالث : الأحداث والمواقف و الفرص ( وهذه لا اختيار للإنسان فيها بل هي أقدار تساق إليه إن خيرا أو شرا ثم تختلف النتيجة باختلاف التعامل معها )
هذه مصادر صناعة الإنسان في الحياة وبحسب ما يتوفر له منها تتشكل شخصيته.
وعند الموازنة بينها نجد أن الأمر الأول هو أقواها وأشملها وأدومها وأعمقها أثرا في معظم الأحوال والأوقات وهذا عام في كل أمور الحياة في كل تخصصاتها ومتطلباتها وفي مقدمة ذلك يأتي البناء الداخلي للإنسان إذ هو المنطلق والأساس لأي أمر آخر يراد من هذا الإنسان
وأيضا فإن الأمرين الآخرين يمكن بسهولة ترجمة وتحويل مضمونهما بواسطة الأمر الأول بكل دقة وبكافة التفصيلات والمشاعر والأحاسيس والمؤثرات، فأي حدث مؤثر أو موقف معبر أو نموذج فذ فريد يمكن ترجمته بواسطة الكلمات فالله أعطى الإنسان لغة يترجم بها كل ما يريد ويحفظه لنفسه أو ينقله إلى الآخرين.