وما يسمى بغسيل الدماغ ما هو إلا نوع من مسخ الإنسان وجعله بدون ذاكرة أو بذاكرة ضعيفة أو بسلبه بعض المعلومات وهذا يتم بطرق وحيل نفسية معروفة
فالإنسان ما هو إلا ذاكرة تم تخزين محتوياتها النظرية والعملية مع مرور الوقت منذ السنوات الأولى بل ربما منذ كان جنينا في بطن أمه إلى آخر لحظة من حياته ، ولتغيير هذا الإنسان أو صناعته يجب التعديل أو التغيير في هذه الذاكرة (القلب) .
ولقد قالت العرب قديما : المرء بأصغريه قلبه ولسانه.
ونظمها زهير بن أبي سلمى فقال :
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وقال بعضهم : ليست العبقرية أكثر من تركيز الذهن.
القلب يتكون من جهتين :
الأولى : الذاكرة : وهي مخزن المعلومات ومستودع الذكريات والتجارب والخبرات.
الثانية : الذكاء أو الوعي أو الانتباه أو الفهم : وبه يتم معالجة مخزون التجارب والخبرات والقناعات والمعتقدات وتطبيقها على المواقف اليومية.
هناك أمور تعزى إلى الذكاء والحقيقة أن مرجعها إلى الذاكرة لكن الذكاء ساعد على تحصيلها، المهم أن الذكاء والذاكرة أمران منفصلان من حيث التقنية لكن يؤثر كل منهما في الآخر، وبناء عليه فإن نقص الذكاء عند الإنسان يمكن تغطيته بتقوية الذاكرة .
فالعقل هو مجموع الذكاء والذاكرة ، فذكي بدون ذاكرة أحمق ، ولو وجد ذو ذاكرة دون ذكاء أو فهم فهو أيضا أحمق ، وبتفاعل الذكاء (الفهم) مع الذاكرة ( الحفظ ) يتم إصدار الحكم .
والعقل عمل القلب كما أن السمع عمل الأذن والبصر عمل العين .