هذا الإنسان ما هو إلا هذا القلب الذي عليه مدار صلاحه أو فساده وما الجسد إلا حامل له ووسيط بينه وبين العالم الخارجي فالحواس الخمس هي وسائط نقل المعلومات من وإلى العالم الخارجي، وأما الدماغ فهو وسيط بين الحواس وبين القلب، جاء في الحديث الصحيح: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
فالذكر والنسيان محله القلب كما قال الله تعالى : { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [ سورة الكهف - الآية : 28 ] وقال الله تعالى : { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [ سورة الأحزاب - الآية : 5 ] فالقلب هو محل الذاكرة ومحل الإدراك ومعالجة المعلومات وهو محل الإرادة وإصدار الأوامر ومنه تتشكل شخصية الإنسان.