أنبه إلى أن التعريف لم يشترط الحفظ الكامل للقرآن بل يمكن تطبيق أركان الحفظ التربوي وأدواته على أي قدر من القرآن الكريم .
المبحث الثاني : صناعة الإنسان
المسألة الأولى : تعريف صناعة الإنسان
صناعة الإنسان تعني صناعة قلبه ونفسه وروحه صناعة محكمة متكاملة
هي التزكية العلمية للنفس ، أي بناء النفس بالتدريج حتى ينضج الإنسان ويستوي على سوقه .
ومصطلح صناعة الإنسان ورد في القرآن الكريم في قول الله تعالى ممتنا على نبيه موسى عليه السلام : { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [(39) سورة طه] فقد تولى الله سبحانه وتعالى صناعة أنبيائه وأدبهم فأحسن تأديبهم هيأ لهم الفرص ويسر لهم الأسباب التي تسهم في تكوينهم وإعدادهم لحمل رسالاته.
وصناعة الإنسان لها أركان وهي المرتكزات أو الأسس التي تتحكم في بنائه وتشكيله وهي أركان النجاح الأربعة التي بينها الله تعالى أتم بيان في سورة العصر فأركان صناعة الإنسان الفردية والجماعية أربعة :
الأول : الإيمان
الثاني : العمل الصالح
الثالث : التواصي بالحق
الرابع : التواصي بالصبر .
وصناعة الإنسان أيضا لها مواصفات ومقاييس جاء بيانها بكل دقة وتفصيل في القرآن والسنة .
وقد كتبت مبحثا في كلٍ من: أركان صناعة الإنسان، ومواصفاتها، في كتاب القرآن والنجاح.
المسألة الثانية : منهج صناعة الإنسان
في المسالة السابقة أوضحت تعريف صناعة الإنسان وأنها تستهدف نفسه و روحه وعلى هذا فإن منهج صناعة الإنسان يجب أن يسير في هذا الخط ويركز عليه، فصناعة الإنسان لها جهتان :
الأولى : الأفكار والمعتقدات والقناعات
الثانية : المهارات والعادات و السلوك