إن السنة في قراءة القرآن في الصلاة واضحة وضوح الشمس إلا أن البعض غفل عنها فتجد بعض أئمة المساجد منهج قراءته في الصلاة الجهرية انتقاء المقاطع من القرآن طول العام طلبا للتجديد والتنويع -حسب رأيه -أو ليسمع الناس معظم القرآن، وبعضهم يقرأ القرآن متتابعا في الصلوات الجهرية فيختمه في السنة مرة أو مرتين وإلى كل هؤلاء أقول: أأنتم أعلم أم رسول الله صلى الله عليه وسلم المربي الحكيم الذي يعرف ما يَصْلُح للناس وما يُصْلِحهم ويعرف أسرار النفوس وما تحتاجه من منهجية في الوعظ بالقرآن.
إن من يتأمل ويمعن النظر في هذه المسألة ويقف فيها وقفة صادقة يتبين له الحق أما من ليس لديه وقت لكي يقرأ ويتدبر فأنى له أن يصل إلى المنهجية الصحيحة في أموره كلها.
وليس من التكرار التربوي التزام أواخر وأواسط سور معينة، لأن فيه مخالفة للسنة، قال ابن تيمية في الفتاوى 13/412: " وأما القراءة بأواخر السور وأوساطها فلم يكن غالبا عليهم ولهذا يتورع في كراهة ذلك، وفيه النزاع المشهور في مذهب أحمد وغيره، ومن أعدل الأقوال قول من قال : يكره اعتياد ذلك دون فعله أحيانا، لئلا يخرج عما مضت به السنة وعادة السلف من الصحابة والتابعين"اهـ
المبحث الخامس : حفظ العمل بالقرآن الكريم
__________
(1) صحيح البخاري - (ج 3 / ص 234) ، صحيح مسلم - (ج 4 / ص 259) ، سنن الترمذي - (ج 2 / ص 479)