النفس تمل من التكرار وما ذاك إلا بسبب فراغ الألفاظ من المعاني وإلا اعتبرته تكرارا.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطبق التكرار التربوي في القراءة في الصلاة فكان غالب قراءته من المفصل، وانظر إلى أي كتاب في الصلاة تجده يذكر هذا الأمر(1) حتى إن كتب الفقه حين تبين القراءة في الصلاة تقسم المفصل إلى ثلاثة أقسام : طوال وأوساط وقصار ، قال ابن قدامه : " ويسن أن يقرأ بعد الفاتحة سورة تكون في الصبح في طوال المفصل وفي المغرب في قصاره وفي سائرهن من أوساطه لما روى جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ { ق } رواه مسلم ، وعنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بـ {السماء والطارق } و { السماء ذات البروج } ونحوهما من السور رواه أبو داود ، وعنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دحضت الشمس صلى الظهر ويقرأ بنحو : { والليل إذا يغشى } والعصر كذلك والصلوات كلها إلا الصبح فإنه كان يطيلها رواه أبو داود وما قرأ به بعد أم كتاب في ذلك كله أجزأه"اهـ(2) نعم ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بسور أخرى مثل الأعراف والأنفال والمؤمنون والروم وغيرها لكن الغالب على قراءته المفصل حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه : لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(1) صفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها ، الألباني ، ص89 وما بعدها ، زاد المعاد لا بن القيم : 1/193 وما بعدها
(2) الكافي لابن قدامه [ جزء 1 - صفحة 242 ]