فالمنهجية في هذه القضية أنه عندنا ثلاثة أمور لا بد من العناية بها:
الأول : الحفظ المتقن للألفاظ ولو كان المحفوظ قليلا .
الثاني : التأكيد على هدف التفكر والتدبر وأنه الأصل، والاجتهاد في الأخذ بالأسباب المؤدية إليه.
الثالث : الاجتهاد في ربط العلم المكتسب بالعمل بتدريب مستمر مكثف إلى أن يحصل النجاح في اقتران العلم بالعمل والنظر بالتطبيق .
إن تحقيق هذه الأمور هو الطريق إلى التربية على أخلاق القرآن ، أما الاقتصار على الحفظ المهلهل أو غياب قصد التدبر أو فقد محاولة ربط العلم بالعمل فهو السبب في أنك ربما وجدت من يقال إنه يحفظ القرآن كاملا ومع هذا تصدر عنه أمور لا ترضى ولا تحمد بل يصعب التصديق بأن فاعلها يحفظ القرآن ، فمتى تتفطن مدارسنا ومحاضننا التربوية إلى هذه القضية المهمة الخطيرة في مستقبل أجيالها.
إن الحفظ التربوي يربي التفكير وينمي الإبداع ويحقق الفهم السديد للحياة لأنه بأركانه الثلاثة يوسع مدارك الإنسان وينمي ملكاته الذهنية ويصقل مهاراته العملية، أما الاقتصار على الركن الأول والاكتفاء به فقد كان مدخلا للطاعنين في سلاح الحفظ التربوي الذي وهبه الله لهذه الأمة الوسط خير أمة أخرجت للناس تحمي به نفسها وتحقق لدين الله تعالى النصر والتمكين .
المسألة الثالثة : التكرار التربوي
(لأن تقرأ كتابا ثلاث مرات خير من أن تقرأ ثلاثة كتب) قاعدة سمعتها عن بعض مشايخنا