هذا المنهج جاء تقريره وتأصيله في ثاني سورة نزلت من الوحي المبارك القرآن الكريم إنها سورة المزمل ويتمثل هذا المنهج في النقاط التالية :
1-{قم}
2-{الليل}
3-{إلا قليلا} أي كثيرا من الليل
4-{إن ناشئة الليل هي اشد وطأ وأقوم قيلا}
5-{ورتل القرآن ترتيلا}
6-{إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}
لماذا قم ألا يكفي اجلس؟ ولماذا الليل بالذات ؟ ولماذا كثيرا ؟ وماذا يصنع إذا قام ؟ وما الهدف من هذا كله ؟ هذه هي الخطوط العريضة لهذا المنهج ثم يأتي تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم ليزيده وضوحا .
لقد فرض الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه القيام بالقرآن سنة كاملة ، نعم سنة كاملة من التدريب المكثف ، والنتيجة صناعة الإنسان، إنتاج نماذج إنسانية فذة فريدة لا يماثلها أي نموذج في العالم، هذه الفئة القليلة هي التي أوكل الله عز وجل إليها حفظ دينه وتبليغ رسالته وإقامة دولة الحق .
قد يتصور البعض من علماء النفس أو الخبراء العسكريين أو بعض المفكرين أن إعداد القوة للفئة التي يناط بها التغيير يكون بدورات علمية وتدريبات عسكرية هذا الذي يتبادر للذهن وقد يعتقده أمثال هؤلاء لكن الله تعالى وهو الحكيم العليم قد اختار لهذه الصفوة من خلقه أمرا آخر وهو ما سبق ذكره.
لقد كان القيام بالقرآن بالمواصفات السالف ذكرها الأداة التربوية التي ركز عليها النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الجنود الذين يحملون الحق ويبلغونه للناس كافة