أكثر من ثلاثين سنة من التعليم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم وفي الجامعات ومازالت البلد تعاني من ندرة المدرسين في هذه المادة أليست هذه علامة واضحة على ضعف المخرجات وكل هذا بسبب فقد المنهج الصحيح لتدريس هذه المادة.(1)
بقي أن أنبه إلى أن ما دعوت إلى تطبيقه هو المنهج عند المتقدمين في تلقي القراءات، فالإفراد هو السنة،وهو منهج السلف في تلقي القرآن ، ولم يظهر الجمع إلا عند ظهور الحاجة إليه لما طالت الأسانيد وتعددت الروايات وتشعبت الطرق ، وذلك في القرن الخامس الهجري ، ومع هذا فقد اشترطوا له شروطا منها : إفراد كل راو بختمة.
قال أبو الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني :
وأذكر أشياخي الذين قرأتها عليهم فابدأ بالإمام أبي بكرِ
قرأت عليه السبع تسعين ختمة بدأت ابن عشر ثم أكملت في عشرِ
وقال أبو شامة في إبراز المعاني ص 12: "والقارئ المبتدئ : من أفرد إلى ثلاث روايات ، والمنتهي من نقل منها أكثرها " اهـ
ويقول ابن الجزري في النشر : 2/192: " وكان بعض الأئمة يكره ذلك من حيث إنه لم تكن عادة السلف عليه ، ولكن الذي استقر عليه العمل هو الأخذ به والتقرير عليه وتلقيه بالقبول " اهـ
وقال نظما :
وقد جرى من عادة الأئمه إفراد كل قارئ بختمه
__________
(1) قبل أربع سنوات قامت كلية المعلمين بالرياض بفتح مسار خاص بالقراءات في مرحلة البكالوريس ،ومازال العدد فيه محدودا بسبب ضعف التأهيل لهذا المسار في مراحل التعليم العام