يرى البعض أن صناعة الإنسان بالقرآن لا يسمح بها إلا لمن تمكن من علوم الآلة ورزق نسبة عالية من العلم ومن عداه فلا يسمح له بذلك.
ويرى بعضهم أن تكون التربية من خلال كتب التربية وعلم النفس وكتب التطوير والتغيير المعاصرة وحجتهم في هذا أنهم غير مؤهلين للتربية بالقرآن والسنة وليس عندهم علم بذلك ويخشون الخطأ إن دخلوا هذا المجال؟
والسبب في مثل هذا الفهم هو النظرة الكلية الكمالية وأنه لا يدعو إلا من بلغ الكمال ولا يربي إلا من جمع العلم من أطرافه ، وهذا الفهم غير صحيح فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : بلغوا عني ولو آية ،وكان كثير من الصحابة يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسمعون منه بضع آيات من القرآن وبعض الأحاديث ثم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى أقوامهم وتعليمهم ما تعلموه فلو كانت هذه النظرة صحيحة لكان المنهج أن يرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل جهة رجل من الصحابة قد أتم حفظ القرآن وحفظ كل الأحاديث ويتميز بالذكاء ويعرف جواب كل مسألة وفتوى في كل شؤون الحياة.
لا يوجد أحد مهما كان يجمع كل العلم ، فالأمر نسبي ولو أخذنا بهذا المفهوم لعطلنا التربية بالقرآن والسنة في الأسرة والمجتمع ومنعنا كثيرا من الناس من التربية والإصلاح ونتج عن هذا المفهوم إقصاء غير مقصود للقرآن والسنة عن التربية والتعليم المستمر كل هذا خوفا من الخطأ.
الصحيح أن كل مسلم ومسلمة يمكنه المشاركة الفاعلة في صناعة الإنسان والحياة، حتى من كان أميا لا يقرأ ولا يكتب يستطيع أن يقوم بذلك من خلال ما يسمع من النصوص هنا أو هناك ويرزقه الله فقهها فيربي عليها أبناءه وكل من يصل إليه صوته.
ومما قد يكون سببا في هذه المشكلة التربوية اعتبار بعضهم أن قول لا أدري نقص وعيب،وهذه مشكلة أخرى يجب علاجها أولا وتصحيح الاعتقاد فيها لتنحل المشكلة الأولى.