اللفظ هو الجسر الموصل إلى المعنى ، والمعنى هو روح اللفظ وحياته فالنسبة بينهما كالنسبة بين جسد الإنسان وروحه
ويقابل هؤلاء طائفة أخرى ترى أنه يمكن تحصيل المعاني دون حفظ الألفاظ وهو مفهوم قاصر كسابقه، والصحيح أنه لابد من الاثنين معا مضافا إليهما العمل.
إن إحياء النصوص يكون بحفظ ألفاظها وحفظ معانيها فحفظ الألفاظ دون حفظ المعاني الحية يجعل النصوص ميتة لا حراك فيها
إنه بقدر رصيدك من الكلمات الحية وبقدر حياة كل منها يتحدد مستواك وتكون منزلتك، فمثلا أحمد رصيده من المفردات الحية ألف كلمة ، وخالد رصيده مئتان ، فأحمد أفضل من خالد، وإذا أراد خالد أن يسبق أحمد ويكون أعلى منه فعليه أن يسعى حثيثا في زيادة رصيد مفرداته اللغوية الحية وليعلم أن الأمر يحتاج إلى جد واجتهاد .
هل أستطيع أن أعرف رصيدي من المفردات اللغوية الحية ؟ وكيف ذلك؟
نعم يمكنك ذلك والطريقة سهلة وهي أن تقوم بقراءة النصوص التى ترى أنها حية، فكل كلمة تحس لها في نفسك عمقا ووعيا وإدراكا يتعدى حدود الحروف ويجبرك على الوقوف عندها طويلا فهي حية وإلا فلا.
هل يكفي إحياء الكلمة مرة واحدة ؟
الجواب: ما قمت بإحيائه من الكلمات عليك المحافظة على حياته ليستمر عطاؤه أما إن منعت عنه الطعام والشراب والحركة فسيموت بكل تأكيد.
إذا باختصار الإنسان معجم لغوي وبقدر ما يحتوي هذا المعجم من مفردات حية تكون قيمته.
لقد حان الوقت أن تقف وتفتش وتقوم بجرد مخزونك اللغوي وتفقد محتوياته وتقييمها كم المفردات الموجودة فيه ؟ وما نسبة حياة كل منها؟
إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب .
العلم صيد والكتابة قيد فقيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة وتتركها بين الورى طالقة