المفتاح السادس : الجهر والتغني
هذا المفتاح من جزأين:
الأول: الجهر، وهو رفع طبقة الصوت
الثاني: التغني، وهو تلحين الصوت
وكل جزء منهما له أثر معين في تحقيق الحفظ وتقوية التذكر، والأقوال في هذا كثيرة مشهورة والتجربة تغنيك عن كل قول فجرب بنفسك ثم انظر الفرق وكلما ارتفع الصوت كان أقوى في الحفظ والسر في هذا أمران:
الأول: أنه يحقق التركيز أي يطرد الأفكار والوساوس المتطفلة خارج الموضوع وهو من القوانين المهمة للذاكرة
الثاني: أنه يولد روابط صوتية سمعية تعين على تثبيت الحفظ، ألا تلاحظ أن بعضهم حين يعجز عن تذكر معلومة فإنه يحاول أن ينطقها بلحن معين فتجده يتذكرها.
وكلما كانت القراءة مشدودة قوية كان الحفظ أقوى وأسرع
إن القراءة الخاملة الرخوة لا توجد إلا حفظا يشبهها .
ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة على حلقات تحفيظ القرآن في المساجد عدم جهر الطلاب بالقراءة وهذا يُضيِّع مفتاح الجهر وأثره المهم في سرعة وقوة الحفظ ، وحين تناقش بعض المعلمين في هذه القضية يعتذر بأن الجهر يسبب تشويش بعضهم على بعض، هذا صحيح إذا كان الذي يجهر بالقراءة بعضهم دون الآخر وبطبقات صوت متباينة لكن إذا جهر الجميع وبطبقة صوت متقاربة فإن هذا التشويش لا يوجد ومثاله قراءة المنتظرين لصلاة الجمعة فإنه يوجد جهر متناسق والكل يستفيد من مفتاح الجهر لزيادة الحفظ أو زيادة التدبر والفهم ، لقد كانت الحلقات القرآنية إلى وقت قريب تطبق مفتاح الجهر حتى إن المعلم ليدرك انشغال الطلاب وانصرافهم عن القراءة بذهاب صوتهم فيعيدهم إلى الجهر مرة أخرى .
المفتاح السابع : الأناة وعدم الاستعجال