هذا البيت مثل من أمثلة العرب وأصل قصته أن خراشا كلب صيد أرسله صاحبه على عدد من الغزلان أو الظباء وكانت كثيرة فاحتار وتردد أيها يصيد إلى أن ذهبت وأفلتت من يده فلم يصد شيئا ، وهو يصور حال الكثير من الشباب في بداية صحوتهم ونهوضهم وإرادتهم البناء تجده يريد أن يصبح كل شيء وفي يوم وليلة تجده قد وزع وشتت نفسه بين كثير من مجالات البناء والتكوين وتمضي الأيام وهو لم يتقدم شيئا يذكر.
ومن التطبيقات الخاطئة في هذا المفتاح أنك ترى أحدهم يسعى جاهدا لحفظ القرآن كله في شهرين مثلا بينما طاقته أقل من ذلك بكثير فتراه يحفظ هذه السورة ثم ينتقل للتي بعدها ثم ينسى الأولى وهكذا يدور في حلقة مفرغة لا أول لها ولا آخر، وترى بعضهم من محدودي القدرة إما بسبب القدرة الذهنية أو بسبب الانشغال بطلب المعاش تراه يكابد في حفظ السبع الطوال بينما لا يحفظ قصار السور حتى ربما لو طلبت منه قراءة سورة البروج أو الفجر لما استطاع إلى ذلك سبيلا.
إن الشخص إذا ركز جهده على هدف معين واستفرغ وسعه وأخذ الأمور بالتدريج وبدأ سلم الترقي من أوله فإنه ينجز أهدافه واحدا بعد الآخر في وقت يسير وهكذا ينتقل من نجاح إلى نجاح وفق خطة مدروسة وبخطوات رتيبة تؤدي السابقة منها للاحقتها.