18 الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان الصفحة - المحسنين -->
المحسنين المحسنين
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

18 الحفظ التربوي للقرآن وصناعة الإنسان الصفحة




إهمال حفظ الألفاظ في الصغر سببه أن أصحاب هذا المنهج يريدون ظهور الأثر مباشرة وعليه رتبوا نظرية: أنه لا يجوز أن يحفظ الطالب ما لا يفهمه، بل قال بعضهم : إنه أمر متعذر، وما فقهوا أن الأمور تؤخذ بالتدريج، وأن المربي مثل الفلاح، فالفلاح يغرس النخلة ـ مثلا ـ ويخدمها بجد واجتهاد مدة أربع سنوات ويصرف عليها وهو لا يرى أي ثمرة خلال هذه المدة لكنه يعلم أن الثمرة قادمة وأنه سيأتي وقت يجني ثمرة تعبه ومجهوده ، ومثله التاجر تجده يتوقع الخسارة في السنوات الأولى لمشروعه ولا يرده ذلك عن الاستمرار إلى أن يوطد دعائم مشروعه ثم بعدها يبدأ بجني الأرباح فكذلك تربية الإنسان تماما، صحيح أنه يحفظ ونرى أنه لا يفهم لكنه بعد سنوات قليلة سيكون بأمس الحاجة إلى هذا الحفظ فإن ترك بدونه لحقه الضرر.
نحن في هذا العصر -وانسياقا مع العولمة الغربية -صرنا نبحث عن الحلول العاجلة الفورية في كل شؤون الحياة ومنها التربية والتي لا تقبل هذا المنهج أبدا فمن يتابع البرامج التربوية والنفسية في القنوات الفضائية يلاحظ هذا التوجه، ولا يلام السائل على طلبه لكن اللوم على بعض أهل التربية حين يحذفون من مناهجهم أهم أصولها وحين ينساقون مع بعض التيارات الخاطئة.
إن إهمال الحفظ التربوي في الصغر يؤدي إلى صعوبة التربية عند الكبر ، أما إذا استطعنا أن يحفظ الصغير ما نريد تربيته عليه في الكبر وجدنا فيما بعد الأساس الذي نبني عليه وهي تلك الثروة اللغوية من المعلومات والأفكار المهمة التي مصدرها القرآن والسنة فيسهل شرحها له ومن ثم تربيته على تطبيقها.
إن الطفل يمكنه الفهم بالتدريج لما حفظه في الصغر من معلومات وأفكار وعقائد فنقول له هذه هنا ، وتلك مهمتها كذا ، وهذه المعلومة نقصد بها كذا ، وهذا القاعدة نطبقها في الحالات التالية .... الخ،

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author المحسنين  إن الله يحب المحسنين الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لا إله سواه، حمدًا يُوافي نِعَم الله علينا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ...

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

المحسنين

2020