ومن تطبيقات هذا المفتاح المرونة مع المتغيرات وعدم التحجر على نمط معين أو مستوى محدد لا تحيد عنه بل يجب التكيف التام مع المتغيرات نفسيا وعمليا بمعنى أنه في حال النشاط والفراغ وحصول الفرص يكون لك مقياس، وفي حال الفتور أو الانشغال أو عدم توفر الفرص يكون لك مقياس آخر وبين هذا وهذا تدرجات يلزم أن تكون خبيرا بها وتعطي كل ظرف ما يستحقه ، وتحذر من إكراه النفس إلى أن تسقط بل يجب سياستها حال الفتور إلى أن تنقشع تلك الحالة وتزول وتكون قد سرت في تلك الفترة بالحد الأدنى مما يمكن تحقيقه بدل الإفلاس التام .
وقد ذكرت في كتاب مفاتح تدبر السنة في المفتاح الخامس أقوالا عن السلف تؤكد معنى هذا المفتاح وتقرره.
لا تقف أبدا استمر في السير ولو آية كل يوم فإن الوقوف هو الداء العضال الذي قعد بالسائرين في مشروع حفظ القرآن الكريم فالإنسان إذا توقف ضاع عليه الوقت ومرت الأيام دون إنجاز ، الم تر حين تسافر برا كيف تسبقك السيارة الكبيرة ذات السرعة البطيئة بسبب توقف دقائق معدودة فكونك تسير بسرعة بطيئة وباستمرار خير ألف مرة من السير بسرعة عالية ثم التوقف المفاجئ ثم معاودة السير بعد مدة فهذا الانقطاع المتكرر وتناوب حالات اليأس والاستعجال يبعثر الجهود ويقضي على الإنجاز فما من أسلوب للإنجاز أفضل من أسلوب أدومه وإن قل .
عليك بالتعلم التطبيقي لهذا المفتاح حتى الإتقان .